الجديدة إكسبريس
كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة والنصف من ليلة يوم أمس الثلاثاء 23 يناير 2024، عندما نشب عراك بين ثلاثة أشخاص قرب مدارة المركب التجاري مرجان حي المطار بمدينة الجديدة، استعملت فيها الأسلحة البيضاء “سيوف” ذات الحجم الكبير، وانتهت بعدة طعنات تلقاها شاب يبلغ من العمر 19 سنة، في مناطق متفرقة من جسمه، و كانت اخطرها في جهازه التناسلي ورأسه، مما عجل بوفاته وهو على متن سيارة الإسعاف في الطريق نحو مستعجلات المستشفى الإقليمي بالجديدة.
وفي تفاصيل الجريمة، حسب أولى المعطيات التي توصلت بها صحيفة “الجديدة إكسبريس”، فإن شقيقين يتراوح عمراهما ما بين 26 و 22 سنة، كانا مدينين بمبلغ 4000 درهم للضحية، الشيئ الذي تطور إلى وقوع تصفية الحساب بينهما بطريقة انتهت بجريمة قتل هزت الرأي العام الوطني والمحلي، نظرا لبشاعة الطريقة التي قام بها المتهم الرئيسي في طعن الضحية، حيث سقط مضرجا في بركة من الدماء، و لفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة وهو في الطريق إلى المستشفى على متن سيارة إسعاف الوقاية المدنية، بعد أن تعرض لنزيف حاد.
وفور إشعارها، انتقلت مختلف تلوينات مصالح الأمن الوطني بالجديدة، إلى مسرح الجريمة، حيث أجرى المتدخلون المعاينات والتحريات الميدانية، التي قادت إلى تحديد هويتي الشقيقين المشتبه في تورطهما في ارتكاب الجريمة، والاهتداء إليهما وهما في طريقهما قرب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة وغير بعيد عن المستشفى الإقليمي، وجاء التدخل الذي كان تحت الإشراف المباشر للمراقب العام المصطفى رمحان، رئيس المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالجديدة، كالبرد على قلوب الساكنة الجديدية التي ظلت تترقب خبر توقيف المشتبه فيهما، وهو ما تحقق في أقل من ساعة على ارتكاب الجريمة.
وبعد إشعار السيد وكيل الملك، تم نقل المشتبه فيهما إلى مقر الشرطة القضائية بالجديدة، حيث كان برفقتهما شخص ثالث لحظة توقيفهما ليتم الاحتفاظ به هو الآخر من أجل البحث معه لمعرفة مدى تورطه في القضية، فيما أكدت المصادر أن المشتبه فيه الرئيسي البالغ من العمر 26 سنة والمنحدر من دوار براهيم بالجديدة، يعتبر من ذوي السوابق القضائية في السرقة والمخدرات.
وعرف محيط مستعجلات المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، حضور قوي لعائلة ومعارف الضحية المسمى قيد حياته “محسن.م”، والمنحدر من دوار المنادلة بتراب جماعة مولاي عبد الله بإقليم الجديدة، الشيئ الذي صعب على رجال الأمن نقل المتهمين إلى المستشفى من أجل تلقي بعض الاسعافات خوفا من ردة فعل عائلة الضحية عند مشاهدتهم للمتسببين في قتل ابنهم، وتعكف إجراءات البحث الميداني حاليا على تحديد الدوافع والخلفيات الحقيقية وراء ارتكاب هذه الجريمة، والكشف عن جميع ظروفها وملابساتها.
وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهما بعد تلقيهما العلاجات الضرورية، تحت تدبير الحراسة النظرية، وذلك على خلفية البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، لتحديد مستوى ودرجة تورط كل واحد منهما في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.