ست سنوات سجناً لقاتل غريمه في مباراة لكرة القدم بسيدي إسماعيل بإقليم الجديدة..”سوء تفاهم بسبب عدم الإعلان عن خطأ دفع بالجاني إلى ركل الهالك برجله على البطن ما تسبب في وفاته”
أحمد سكاب (الصباح)
قضت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الجديدة، أخيرا، بمؤاخذة طالب وحكمت عليه بست سنوات سجنا نافذا، بعد متابعته في حالة اعتقال من قبل قاضي التحقيق بجناية الضرب والجرح المفضي إلى الموت دون نية إحداثه.
وتعود وقائع النازلة حسب محضر الدرك الملكي بالمركز الترابي لسيدي إسماعيل التابع للقيادة الجهوية للجديدة، حين تم إشعارها أن أحد الشباب نقل إلى إحدى المصحات بالجديدة، عقب شجار مع أحد اللاعبين في مباراة لكرة القدم بملعب القرب بدوار أولاد غري بتراب جماعة زاوية سايس، قبل أن يتم إخبار عناصر الدرك الملكي أن الضحية قد فارق الحياة، بعد أن ولج المصحة في حالة حرجة.
وبعد إشعار الوكيل العام بالواقعة، أمر عناصر الضابطة القضائية بفتح تحقيق معمق، حيث تم الاستماع لمجموعة من المصرحين الذين كانوا يلعبوا مباراة كرة القدم، فصرحوا أن الهالك تلاسن مع المتهم وشقيقه، وأن الجاني قام بركل الهالك برجله على البطن، ما استدعى نقله لتلقي العلاج، قبل أن يفارق الحياة.
وخلال الاستماع تمهيديا للمشتبه به صرح أنه يوم الواقعة بعد اللقاء بأحد ملاعب القرب لإجراء مباراة لكرة القدم، وفي حدود الساعة التاسعة وعشرين دقيقة تقريبا انطلقت المباراة بدون حكم، وبسب سوء تفاهم بسبب عدم الإعلان عن خطأ لفائدة الضحية شرع حينها في سبه وشتمه، حينها تبادلا التلاسن وكذا السب والشتم بينهما، ليتطور الأمر إلى محاولة الضرب، ليعمد حينها الجاني إلى توجيه ضربة بواسطة رجله في اتجاه جنبه الأيسر من جهة كليته رغم محاولة الهالك بدوره ضربه، قبل أن يواصل المشتبه فيه ضربه على وجهه بعدها سقط الضحية على ركبتيه وهو يمسك بجنبه الأيسر.
والتفت حوله باقي اللاعبين الذين كانوا موجودين بالملعب وأخرجوه ووضعوه داخل سيارة، ليتم نقله إلى المستشفى المحلي بسيدي إسماعيل وبعدها إلى الجديدة قبل أن يتلقى وفاة الضحية.
وبعد علمه بفتح تحقيق من قبل عناصر الدرك الملكي تقدم في الحين وقدم نفسه عن طواعية، وأكد أنه لم تكن لديه نية إزهاق روح الضحية ولم يكن يتوقع أن الأمر سيصل إلى ذلك الحد.
وبتعليمات من الوكيل العام تم إجراء تشريح طبي على جثة الهالك بالمستشفى الإقليمي بالجديدة من قبل طبيبة شرعية، خلص تقريرها أن الوفاة بسبب تمزق الشريان الأورطي مع نزيف داخلي في الصدر، وأن هذه الآفة النزفية خطيرة ويمكن أن تحدث إما عن طريق آلية التباطؤ المفاجئ بعد التوقف المفاجئ لحركة الجسم أثناء النشاط البدني أو عن طريق صدمة حادة مباشرة في الصدر.
وبعد إتمام البحث تمت إحالة المشتبه فيه على الوكيل العام، فأكد تصريحاته التمهيدية المدلى بها أمام المحققين، ليحال على قاضي التحقيق وخلال البحث الإعدادي تقرر إيداعه السجن المحلي حيث اعترف تلقائيا بالمنسوب إليه، لتتم متابعته في حالة اعتقال وإحالته على المحاكمة.