السجن لقاتل والده الأستاذ الجامعي بالجديدة.. نفى اعتداءه على والده وأنه تركه نائما وغادر بيته وأنه أشعر بمقتله من خلال الصحافة
أحمد سكاب (الصباح)
قضت غرفة الجنايات الاستئنافية باستئنافية الجديدة، أخيرا، في الملف المتابع فيه قاتل والده الأستاذ الجامعي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، باعتقاله مجددا وإيداعه السجن المحلي بالمدينة، مع إحالته على خبرة طبية ثلاثية للتأكد من سلامة صحته العقلية لحظة ارتكابه الجريمة.
وسبق لمحكمة النقض أن نقضت الحكم الصادر في حقه والقاضي ابتدائيا واستئنافيا بإدانته بالإعدام من أجل القتل العمد مع سبق الإصرار حيث تقرر إطلاق سراحه.
ونفى المتهم المنسوب إليه أثناء مثوله أمام هيأة الحكم ابتدائيا واستئنافيا، وحاول التظاهر بأنه فاقد لقواه العقلية، إذ لم يجب عن أسئلة رئيس الهيأة، إلا بعد الإلحاح عليه مرات متعددة، بعدما نفى اعتداءه على والده وأنه تركه نائما وغادر بيته، وأنه أشعر بمقتله من خلال الصحافة، قبل أن تتم مواجهته بتصريحاته أمام الضابطة القضائية، ولم يستطع الإجابة عن أسئلة رئيس الهيأة.
وتزامنت جريمة القتل مع عيد الأضحى، اذ لفت انتباه جيران الأستاذ الجامعي الهالك خلال اليوم الموالي للعيد، وجود كبش العيد بمنزله بعدما وجدوا الباب مفتوحا، واكتشفوا جثة الضحية غارقة في الدماء، فتم إشعار المصالح الأمنية وتوجهت الفرقة التقنية والعلمية، ووجدت الضحية نائما على سريره، وعاينت آثار الضرب على رأسه، وتبين للمحققين أن الهالك، تعرض للاعتداء بواسطة أداة أثناء نومه. ولاحظت علامات جر الجثة على الأرض، وخلصت إلى أن الجاني قام بفعلته بغرفة النوم قبل أن يعمد إلى محاولة التخلص من الجثة بجرها نحو الحمام. وواصلت الضابطة القضائية التابعة لمصالح الشرطة القضائية بالجديدة تحرياتها، وحصلت على عدة معطيات حول الضحية وأقاربه، وكشفت أنه يعيش لوحده بالجديدة، فيما تعيش زوجته المطلقة بالمحمدية رفقة أبنائها.
وصرح أحد الشهود أنه شاهد ابنه يتردد على المنزل ذاته. وانتقلت الضابطة نفسها إلى المحمدية وبعد بحث دقيق، تمكنت من إيقافه بتراب جماعة مولاي عبد الله، ووضعه تحت تدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة، واستمعت الضابطة القضائية للمتهم، فصرح أنه كان يعيش مع والدته بالمحمدية، إلا أنه نظرا لسوء معاملتها له وتفضيلها لإخوانه، اضطر إلى التوجه إلى الجديدة للعيش مع والده، الذي يشتغل أستاذا لمادة العلوم الفيزيائية بكلية العلوم التابعة لجامعة شعيب الدكالي بالجديدة.
وأضاف أن والده كان يعامله معاملة سيئة، وكان يأمره بالقيام بأشغال المنزل وكان يعاتبه دائما على عدم نجاحه في حياته، وكان يوجه له السب والشتم ويصفه بالفاشل. وكان دوما يهدده بالطرد، بل عمل على طرده عدة أيام وتوجه عند والدته التي طلبت منه العودة عنده. واعترف أنه يوم الحادث، انتظر دخول والده إلى غرفة نومه بعدما قرر الانتقام منه وتصفيته بعدما تتبع خطواته، ولما تأكد من خلوده إلى النوم، حمل قنينة غاز من الحجم الكبير وهوى بها على رأسه وأعاد الفعل عدة مرات، إلى أن فارق الأب الحياة.