تطورات في ملف البارون “حمدون”.. الفرقة الوطنية شرعت في تحقيقات مع سياسيين بارزين بدكالة لعلاقتهم بزعيم الشبكة
أحمد سكاب (الصباح)
أفادت مصادر مطلعة أن تحقيقات عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء متواصلة من أجل فك لغز علاقة البارون المعتقل “حمدون” بسياسيين بارزين بمنطقة دكالة.
وأضافت المصادر ذاتها، أن التحريات كشفت وجود علاقات جمعت في وقت سابق البارون “حمدون” وسياسيين وردت أسماؤهم في تسجيلات صوتية على خلفية تبييض أموال المخدرات في مشاريع وتجزئات بالمنطقة، إضافة إلى تمويل حملات انتخابية بأموال المخدرات لسياسيين ورؤساء جماعات بدكالة ذكرت أسماؤهم أثناء التحقيق مع بعض المتورطين ضمن هاته الشبكة الدولية المتخصصة في تهريب المخدرات إلى الضفة الأخرى.
وتحدثت المصادر عن إغلاق الحدود ومنع سفر بعض المنتخبين إلى حين انتهاء تحقيقات ضباط الفرقة الوطنية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بقرار من الوكيل العام باستئنافية الجديدة.
يشار إلى أن البارون “حمدون” اعترف في تصريحاته لدى عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء، أنه ينشط منذ سنوات في ميدان الاتجار والتهريب الدولي للمخدرات عبر سواحل الجديدة ونواحيها، محققا عائدات مالية مهمة.
وعن طبيعة العلاقة التي تربطه في هذا الميدان بتجار ومهربي المخدرات ومساعدين لهم، رفض الإدلاء للمحققين بتصريحات واضحة في هذا الشأن، خشية الانتقام منه أو إلحاق الأذى بأفراد عائلته بإقليم الجديدة، كما تحفظ “حمدون” عن ذكر أسماء بارونات التهريب الدولي للمخدرات الذين يتعامل معهم، نظرا لأنهم من ذوي النفوذ، كما يتوفرون على شبكات اجرامية خطيرة، وخلال البحث معه من قبل قاضي التحقيق تراجع عن تصريحاته التمهيدية المدلى بها للمحققين.
ويستفاد من محضر الضابطة القضائية المنجز من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء، أنه في إطار محاربة أشكال الجريمة المنظمة وتتبع الشبكة الإجرامية، خاصة تلك التي تنشط في مجال الاتجار الدولي في المخدرات عن طريق استعمال أرقام هاتفية مختلفة، كانت موضوع عمليات التقاط المكالمات الصادرة منها وإليها، تبين من خلال استقرائها وجود شبكة إجرامية اتخذت من السواحل الممتدة ما بين منطقة الجرف الأصفر وبوزنيقة، مرورا بالبيضاء، قاعدة لتنفيذ عمليات تهريب شحنات متفاوتة من المخدرات عبر المسالك البحرية المذكورة، باستعمال زوارق مطاطية سريعة.
وتمكنت المصالح الأمنية من الوصول إلى تحديد عملية قيد التنفيذ ضبطتها عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، انطلاقا من السواحل المتاخمة للبئر الجديد، حيث تم صبيحة يوم 21 فبراير الماضي، رصد مكان تنفيذ العملية، وتمت مباغتة عناصر الشبكة المتخصصة في تهريب المخدرات في حالة تلبس بمحاولة تهريب 17 رزمة من مخدر الشيرا بلغ وزنها الإجمالي 629 كيلوغراما، كما تم حجز 18 قنينة من سعة 25 لترا من مادة البنزين، حيث فر المتورطون في العملية، إلا أن عناصر الضابطة القضائية استطاعت إيقاف ثلاثة متهمين، إضافة إلى متورطين آخرين في اليوم نفسه، وتم حجز داخل مستودع يقع قرب الجرف الأصفر ثلاثة قوارب مطاطية وثلاثة محركات مائية وكمية من مادة البنزين بالمستودع المملوك لأحد المبحوث عنهم، الذي صدرت في حقه مذكرة بحث على الصعيد الوطني.