الجديدة إكسبريس
تعددت حالات الارتباط بين كرة القدم والسلطة السياسية واتخذت أنماطا متشابهة، فنظرا لجاذبيتها المميزة وكيف تستحوذ على عقول الجماهير، ولأن السلطة السياسية بطبعها انتهازية لا تفوت أي فرصة لتحقيق مآربها، فقد عمل بعض الساسة بإقليم الجديدة على تجاوز بساطتها كرياضة شعبية وتلويثها برسائل سياسية، وبالتالي تحويلها إلى سلاح فعال ضمن ترسانتهم الناعمة لإخضاع الجماهير الجديدية وتغييب عقولها.
ولا عجب في أن ارتماء السياسة في أحضان الكرة قد صار بحكم الأمر الواقع زواجا كاثوليكيا لا طلاق فيه، ويتضح بصورة حادة وفجة فيما يقع اليوم بنادي الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم، بعدما صار الكل يطمع في تحسين صورته أمام أنصار همهم الوحيد عودة الفريق للسكة الصحيحة، و بدأت قصة ارتباط مجموعة من المنتخبين السياسيين بإقليم الجديدة، بالكرة مبكراً، نتيجة لعدة ظروف ساعدت على ذلك، حتى أصبح هؤلاء المنتخبين يريدون إنقاذ الفريق بعدما اضاروا ضهرهم لها سابقاً.
وهو الخطاب الذي سوقه جهازهم الإعلامي للجماهير الجديدية، حتى تتناسى كمواطنين مناخ القمع والقهر المخيم على الجماعات التي يشرفون على تسييرها، فكيف سينجحون في تسيير فريق كروي، الدفاع الحسني الجديدي اليوم يحتاج لأبناء مدينة لهم غيرة حقيقية، عوض هذه البهلوانيات، حتى يعود الفريق لمكانه الطبيعي بعيدا عن هذه الخطط التي لن تجد لها سبيلا بل ستظل حبيسة جس للنبض، فالجمهور الجديدي ليس لعبة بين يدي احد، اتقوا الله في قلوب مكلومة جراء جفاء هذا العشق وولعها بناد يعشش بدواخلهم وجابوا الطرقات من اجله وهاموا فيه رغم كل الظروف.
و ينتظر اليوم الكثيرون تنزيل مشروع حقيقي من أجل العودة وتثبيت الذات واللعب وفق القواعد الحقيقية التي وجدت من أجلها كرة القدم، ومحاولة ايجاد حل للداء الرئيسي الذي يعلمه القاسي والداني، هل علينا نوع جديد من قيادة القطيع بالترويج لبعض الأسماء التي لا علاقة لها بكرة القدم من بعيد أو قريب، علما ان هذا المنحنى السلبي المطروح يفتح الباب على مصرعيه أمام مجموعة من الاحتمالات حول الايادي الخفية التي تقود مثل هذه الحملات.
هذا الشكل المستعصي عن الفهم لكون النادي في مرحلة صعبة تستوجب اجراءات استعجالية بعيدا عن “البولميك” المشروخ المنمق ببعض المصطلحات اليوتبية والملامح البراقة وصنع صور افلاطونية، فلا قول لنا اليوم الا لك الله يا دفاع من يستبيح دمك نهارا ويتلذذون به ليلا.