توقيف عصابة “لاكاسا دي الجديدة” بعد سرقتها لمليار سنتيم ومجوهرات ثمينة من فيلا طبيب بمنطقة كاليفورنيا
أسامة طبيقي- الجديدة إكسبريس
ذكرى تأسيس الأمن الوطني لم تكن عادية يوم الخميس الماضي على رجال الأمن بمدينة الجديدة، فقد تزامن الاحتفال مع سرقة “هوليودية” لفيلا في ملكية طبيب بمنطقة كاليفورنيا، تمكن فيها اللصوص من السطو على مجوهرات ثمينة ومبالغ مالية قدرت في حوالي مليار سنتيم.
وكان تخطيط العصابة الاجرامية التي حلت بمدينة الجديدة لتنفيذ مخططها الإجرامي، في عملية جد مدروسة اختارت معها أن يكون يوم التنفيذ هو ذكرى تأسيس الأمن الوطني، في ظن منها بأن الكل سيكون منشغلاً بالتحضيرات لإقامة الحفل داخل تكنة الأمن المتواجدة قرب ملعب العبدي، إلا أن عصابة “لاكاسا دي الجديدة”، لم تعلم أن للمدينة شرطة قضائية و استعلامات عامة متمرسة مع مثل هذه القضايا.
وبالرجوع إلى حفل ذكرى تأسيس الأمن الوطني، فقد ظلت التساؤلات تطرح بعد ملاحظة غياب رئيس المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالجديدة، المراقب العام “المصطفى رمحان”، والذي غابت معه مصالح الشرطة العلمية والتقنية، وبقي رئيس الأمن الإقليمي حاضرا لإستقبال الشخصيات، على رأسهم عامل الإقليم، من أجل إحياء الذكرى الـ68 لتأسيسها، غير أن الإحتفال لم يكن عادياً، وهو ما كان واضحا، انطلاقا من عدة تحركات، حيث و بمجرد وصول عامل الإقليم إلى مقر الإحتفال ووجد في استقباله رئيس الأمن، حتى سارع عامل الإقليم إلى التكلم معه بكل سرية، الشيء الذي يوضح بأن الداخلية كانت تتابع كذلك أمر العصابة التي حلت بالمدينة من أجل تنفيذ مخططها الإجرامي.
وبينما الإحتفال قائم بمدينة الجديدة، فقد كان “شاف لابيجي” المصطفى رمحان، يحتفل كذلك رفقة عناصره بذكرى أخرى ستبقى راسخة، وهي الوصول إلى هوية العصابة الاجرامية في وقت جد قياسي، وقد انتقل “المصطفى رمحان”، شخصياً رفقة عناصر مكافحة العصابات الإجرامية، إلى مدينة برشيد بعد استجماع جميع المعطيات التقنية من كاميرات المراقبة وكذا نوع السيارة وترقيمها الذي يعود إلى إحدى وكالات كراء السيارات، مما مكن المحققين من الوصول إلى هاتف أحد المتهمين، الذي جرى تعقبه عبر تقنية “جي بي إس”، ورصد السيارة التي سلكت الطريق السيار في اتجاه الدار البيضاء، ومن ثم إلى مدينة بني ملال، حيث تم دفن المسروقات بإحدى الأماكن والتوجه بعد ذلك إلى مدينة برشيد، وبحوزتهم مبلغ مالي مهم.
وبعد الوصول إلى موقع السيارة المعنية، تمت محاصرتها بعد التنسيق مع رجال أمن مدينة برشيد، وجرى توقيف المتهمين الثلاثة، وبعد مواجهتهم بالتهم وفيديو السرقة الذي وثق العملية، اعترفوا تلقائيا، وكذا بهوية الطرف الرابع الذي بقي بمدينة بني ملال، ليتم توقيفه هو الآخر.
ويبدوا أن عصابة “لاكاسا دي الجديدة”، كانت على دراية كبيرة بالطبيب الذي يملك مصحة خاصة، وأن بحوزته مبالغ مهمة مخبأة داخل الفيلا، حيث مكنت كاميرات المراقبة المثبتة بالفيلا، من رصد دخول ثلاث أشخاص، وعند خروجهم كانت بحوزتهم ثلاث حقائب كبيرة تم وضعها في خلفية السيارة، قبل أن ينطلقوا نحو وجهتهم التي لم تعد مجهولة، بعد وصول عناكب أمن الجديدة و رموا بشباكهم على العصابة، وعادوا بها إلى مدينة الجديدة، ليتم وضع الأربعة المتهمين، تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة لمعرفة ملابسات القضية بكل تفاصيلها.
وبهذا تكون مصالح الأمن الإقليمي للجديدة، قد جسدت حرص المؤسسة الأمنية، منذ تأسيسها، على مواكبة مختلف التحديات الأمنية المستجدة من خلال الاعتماد على العمل الاستباقي لمحاربة الجريمة، والحضور الميداني الفعال ورفع درجات اليقظة، وعصرنة طرق عملها والرفع من جاهزيتها.