10 سنوات لقاتلة زوجها بسيدي بنور.. في لحظة الاشتباك بينهما أصابته بسكين في قلبه وعملت على احتضانه ووضع رأسه على بطنها الى أن وصلت سيارة الإسعاف
أحمد سكاب (الصباح)
آخذت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الجديدة، الثلاثاء الماضي، متزوجة حاملا، وأما لبنت تبلغ من العمر 35 سنة، وتعمل مديرة تربوية بمؤسسة تعليمية خاصة، وحكمت عليها بـ 10 سنوات سجنا نافذا، بعد متابعتها في حالة اعتقال، من قبل قاضي التحقيق بجناية الضرب والجرح بالسلاح المفضي إلى الموت دون نية إحداثه، طبقا للفصل 403 من القانون الجنائي.
وتعود واقعة ارتكاب جريمة القتل، حسب المحضر المنجز من قبل عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية لسيدي بنور، إلى منتصف يوليوز الماضي، حين أطلقت قاعة المواصلات إشعارا، انتقلت إثره الشرطة بالدائرة الثانية المداومة إلى شارع إبراهيم الروداني وسط سيدي بنور، حيث عاينت العناصر الأمنية تعرض شخص للضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض من قبل زوجته داخل محله المعد لبيع الأواني المنزلية، إذ عملت سيارة الإسعاف على نقل المصاب وزوجته إلى المستشفى المحلي، بعد حجز سكين من الحجم المتوسط على مقدمة نصله آثار دماء يشتبه في أنه أداة الجريمة وسكين ثان لتقطيع الخضر.
وعملت العناصر الأمنية على التوجه إلى المستشفى المحلي بسيدي بنور، حيث تمت معاينة تعرض الضحية لعدة إصابات في يديه وذراعه، وتبين للمحققين أنه انقطع عن التنفس، إذ أفادت الطبيبة المعالجة أن سيارة الإسعاف أحضرته إلى المستشفى وبعد الكشف عليه تبين أنه فارق الحياة.
وتمكنت العناصر الأمنية داخل المستشفى من إيقاف الزوجة بعدما اعترفت تلقائيا بتعريض زوجها الهالك للضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض، إثر خلاف نشب بينهما.
وبعد إشعار الوكيل العام بالواقعة أمر بوضع الزوجة تحت تدابير الحراسة النظرية لفائدة البحث والتقديم وتعميق البحث معها، واستهل البحث بالاستماع إليها تمهيديا، حيث صرحت بتوتر علاقتها بزوجها الهالك في الآونة الأخيرة بسبب ميولاته الجنسية الشاذة، بعد أن اكتشفت أنه يتوفر على هاتف محمول ثان يخفيه عنها، ويستعمله في التواصل مع أشخاص آخرين ومواقع إباحية لإفراغ مكبوتاته، مضيفة أنه أثناء حضورها إلى محله التجاري طالبته بمدها بالهاتف المحمول المذكور، إلا أنه أخفاه عنها ومنعها من الوصول إليه.
وأمام إصرارها على الاطلاع عليه وعلى محتواه قامت حينها بإغلاق باب المحل واحتفظت بالمفاتيح وتناولت سكينا من ضمن مجموعة سكاكين يعرضها للبيع بمحله وهددته في البداية بإيذاء نفسها وكذا الجنين الذي تحمله في بطنها، إلا أنه حاول انتزاع المفاتيح من يدها من أجل الخروج من المحل، ودخلت معه في اشتباك، إذ عرضته في البداية لعضة بذراعه الأيسر وأصابته بالسكين في الذراع نفسها. وفي لحظة الاشتباك بينهما أصابته في ثديه الأيسر، فقامت بفتح الباب وشرعت في الصراخ وطلب النجدة، فيما زوجها انهارت قواه وسقط على الأرض.
وعملت على احتضانه ووضع رأسه على بطنها ووضعت وشاحها على جرحه الصدري في محاولة منها لإيقاف النزيف إلى أن حضرت سيارة إسعاف نقلتهما إلى المستشفى، حينها تبين لها أن زوجها فارق الحياة. وخلص تقرير الطبيبة الشرعية إلى أن الوفاة غير طبيعية ناجمة عن جرح في القلب ونزيف داخلي، بعد إصابة مفتوحة في الصدر.