مخدر “البوفا” نهايات مأساوية بالجديدة.. شابة صرفت ملايين والديها وباعت سيارتها قبل أن تسلم نفسها لمروج شهير بدكالة
أحمد سكاب (الصباح)
تحولت حياة كثير من الأسر بإقليم الجديدة خلال السنوات الأخيرة إلى جحيم وعذاب لا يطاق، بسبب إيجاد حلول ناجعة وتدبير مصاريف علاج فلذات أكبادها من الإدمان على المخدرات، خاصة ما بات يعرف خلال الآونة الأخيرة بمخدر “البوفا”، وهو ما يصطلح عليه “كوكايين الفقراء” الذي أصبح يفتك بعقول شباب هذا العصر.
وانتشرت الآفة بشكل مذهل في أوساط الشباب بإقليم الجديدة، وتحديدا عددا من الطلبة والتلاميذ من الجنسين، حيث يتم ترويجه في مناطق معينة من قبل مروجين بطرق مشبوهة وبعيدا عن أعين عناصر الأمن وعناصر الدرك الملكي.
وأصبح مخدر “البوفا” من أخطر أصناف المخدرات في الوقت الراهن وسط سوق الممنوعات، رغم حملات التوعية التي تسهر عليها العديد من جمعيات المجتمع المدني، والتي تشير إلى خطورة الوضع الاجتماعي والصحي، وتأثير هذا المخدر المدمر بجميع أنواعه، نظرا لاتساع التعاطي إليه بسبب انخفاض تكلفته.
وتبقى معاناة العديد من الأسر بإقليم الجديدة كبيرة، من خلال البحث عن إنقاذ فلذات أكبادها من ضحايا هذه الآفة المدمرة خاصة “البوفا”، حيث نسرد حالة من الحالات التي اهتزت لها الجديدة، أخيرا، وانتهت فصولها بمحاكم المدينة، بعد ولوج إحدى الشابات عالم الإجرام بغرض توفير جرعاتها اليومية من المخدر المذكور، وكان مصيرها السجن، حينما ربطت علاقة مع مروج شهير بدكالة، نجح في استدراجها واستقطابها بعدما حولها من مستهلكة إلى مساعدة له في ترويج المخدرات.
ورغم أن الشابة من عائلة ميسورة بالجديدة، وتتمتع بمستوى علمي وثقافي إلا أنها سقطت ضحية لعالم المخدرات، خصوصا مخدر “البوفا”، حيث أقدمت على سرقة مبالغ مالية مهمة في ملكية والديها تقدر بالملايين، وصرفتها في استهلاك المخدرات، قبل أن تربط علاقة غرامية بالمروج الشهير، بعدما صرفت جميع المبالغ المالية المسروقة في استهلاك المخدرات، وكذا تفويت سيارتها الخاصة، قبل أن تقدم جسدها لخليلها المروج وتربط معه علاقة غرامية بسبب إدمانها على استهلاك مخدر “البوفا”.
وبعد تطور علاقتهما أصبحت ترافق عشيقها على متن سيارته، وتساعده على ترويج الممنوعات، إذ سبق أن صدرت في حقه مذكرات بحث على الصعيد الوطني، لتورطه في ترويج المخدرات الصلبة والبوفا، وأصبح واحدا من أشهر المروجين بمصطاف سيدي بوزيد، قبل أن تتمكن المصالح الأمنية من إيقاف خليلته وتقديمها للعدالة، ومتابعتها بالمشاركة في ترويج المخدرات، حيث اعترفت خلال الاستماع إليها أنها شاركت المروج المبحوث عنه في هذا النشاط المحظور نظرا لحاجتها اليومية لاستهلاك “البوفا”، وعدم توفرها على مبالغ مالية تقتني بها حاجياتها، الأمر الذي دفعها بداية إلى ربط علاقة غرامية مع المروج المشهور لتتطور إلى المشاركة في ترويج الممنوعات، قبل أن تنجح عناصر الدرك الملكي خلال الآونة الأخيرة في إيقاف المروج المبحوث عنه من قبل مراكز أمنية ودركية، حيث اعترف خلال الاستماع إليه من قبل المحققين أن عشيقته كانت تشاركه عملية ترويج المخدرات، بعدما كانت في السابق تعد واحدة من أبرز زبنائه رفقة العديد من صديقاتها اللواتي مازلن يتعاطين لاستهلاك “البوفا”، منهن طالبات وتلميذات، إضافة إلى شابات يتعاطين للدعارة بمصطاف سيدي بوزيد.
وأمام استفحال هذه الظاهرة، ونظرا لما تم تسجيله من ارتفاع مهول في حالات مرضية وجنونية، من قبل الاستهلاك الكثيف لمخدر “البوفا”، سارعت عدد من جمعيات المجتمع المدني، إلى تنظيم أيام تحسيسية وتوعوية للشباب بالمؤسسات التربوية، من أجل وضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة.