الجديدة إكسبريس
عاينت صحيفة “الجديدة إكسبريس”، صباح اليوم الخميس 31 غشت 2023 الجاري، مواطن وهو يحاول قتل عقرب أسود اللون بواسطة حجرة كبيرة، بشارع النصر بمدينة الجديدة، وعند استفساره حول الموضوع أكد أن الشارع أصبح عرضة لزحف الثعابين والعقارب التي أصبحت تتجول جنبا الى جنب مع المواطنين خصوصاً خلال الفترة المسائية.
وكانت مجموعة من الفعاليات والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، قد تداولوا عبر صفحاتهم صور لعقارب كانت تحت أقدامهم وهم يحتسون فنجان قهوة أمام الشاطئ الصخري المحاذي لمنطقة تصفية المياه العادمة، مؤكدين أن الأقدار شاءت أن ينتبهوا لها قبل فوات الأوان.
ومن جهة أخرى، فإن العقارب لا توجد في شارع النصر فقط، بل تزايدت في مجموعة من المناطق الأخرى، خصوصا تلك القريبة من المقابر، وكذا الأماكن التي توجد بها كثرة الأعشاب والأزبال، الشيء الذي وضحته وزارة الصحة سابقاً، بأن مصالحها المختصة في وزارة الصحة ترى أن القضاء على لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، يستوجب التحكم في المسببات البيئية والمجالية.
فمن الواضح أن مكافحة آفة التسممات تظل أولوية وزارة الصحة، ولكن لا يمكن لوزارة الصحة أن تواجه هذه الإشكالية من الجانب الصحي فقط، بل من الضروري مساهمة وانخراط جميع الفعاليات الحكومية وغير الحكومية، التي تهتم بمجالات السكن والتجهيز والتربية والتعليم والإعلام والتنمية المحلية.
وتسود حالة من الذعر والرعب في صفوف المواطنين بمدينة الجديدة، خوفا من فقدان فلذات أكبداهم وأقاربهم جراء لسعة عقرب أو لدغة ثعبان، ويطالبون الجهات المسؤولة على الإقليم، بالتدخل العاجل من أجل وضع حد لهذه الحشرات السامة وإنقاذ الساكنة من الموت والعاهات المستديمة نتيجة الإصابة بلسعات العقارب ولدغات الأفاعي.
وكانت وزارة الصحة قد نشرت بلاغا لها تنصح من خلاله المواطنات والمواطنين خاصة الأطفال باتباع مجموعة من التدابير لتفادي تعرضهم لخطر التسمم جراء لسعات العقارب ولدغات الأفاعي: كعدم إدخال الأيادي في الحفر والجحور، وعدم الجلوس في الأماكن المعشوشبة وبجانب الأكوام الصخرية، مع ضرورة تحريك الأحذية والملابس الواقية قبل ارتدائها والانتباه في حالة القيام بعمل ميداني أو رفع الحجارة.
وفي حالة حدوث إصابة، تؤكد وزارة الصحة ضرورة التعجيل بنقل المصاب إلى أقرب مصلحة للمستعجلات الاستشفائية، إذ أن كل تأخير في تلقي العلاج له نتائج سلبية وينقص من فعالية التدخل العلاجي.
كما أن استعمال الطرق التقليدية للعلاج كربط الطرف المصاب أو التشريط أو شفط أو مص أوكي مكان اللدغة واستعمال مواد كيماوية أو أعشاب، تنتج عنه في غالب الأحيان مضاعفات خطيرة.
ومن جانب آخر، تجدد وزارة الصحة إخبارها المواطنات والمواطنين أنها تضع رهن إشارتهم خطا هاتفيا اقتصاديا (64 64 68 37 05 أو 180 000 810 0)، والذي يعمل 24 ساعة على 24 ساعة للتواصل مع المركز المغربي لمحاربة التسممات من أجل الحصول على معلومات حول الوقاية وسبل التكفل بالحالات الطارئة.
وبخصوص استعمال الأمصال، فإن وزارة الصحة تؤكد أن العلاج بالمصل المضاد للسعات العقارب تم حذفه من بروتوكول العلاج،وذلك لعدم فاعليتهوالتي أثبتتها معظم الدراسات والأبحاث العلمية، بالإضافة إلى ذلك، فقد بينت الدراسات الدوائية études pharmacologiques أن استعمال المصل المضاد للسعات العقارب يمكن أن يعرض المصاب لخطر الصدمة الناتجة عن فرط في الحساسية choc anaphylactique، مما قد يؤدي الى الوفاة.
وبالنسبة للدغات الأفاعي، فالعلاج بالمصل، ولو أنه غير كافٍ في حد ذاته، إلا أنه يساهم في تحسين حالة المريض، ويقي من المضاعفات ويقلص من مدة الاستشفاء. وقد تم إدماج العلاج بالمصل الخاص بلدغات الأفاعي في بروتوكول التكفل العلاجي منذ سنة 2011ويتم استيراده وتوزيعه بصفة منتظمة كل سنة، مع الإشارة إلى أن العلاج بالمصل المضاد لسم الأفاعي يتم داخل المؤسسات الصحية وتحت إشراف طبيب متخصص، شريطة أن ينقل المصاب، على وجه السرعة، إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وتشير الوزارة إلى أن العلاج بالمصل الخاص بلدغات الأفاعي يكون في المركز المرجعي على صعيد كل جهة، حيث يوجد الطبيب المختص والذي تلقى تكوينا خاصا في هذا المجال. ويتوفر هذا النوع من العلاجات بالمؤسسات الصحية خاصة بالمناطق والجهات الأكثر عرضة (سوس ماسة – مراكش آسفي- العيون الساقية الحمراء- كلميم واد نون–بني ملال خنيفرة- فاس مكناس – طنجة تطوان الحسيمة- الدار البيضاء سطات والرباط سلا القنيطرة.. إلخ).