تفكيك شبكة لقرصنة الحسابات البنكية بالجديدة.. ضمنها شابتين والشرطة حددت أفرادها بتنسيق مع ديستي
أحمد سكاب (الصباح)
أمر وكيل الملك بابتدائية الجديدة، الجمعة الماضي، بإيداع شابتين السجن المحلي، بعد إيقافهما من قبل فرقة مكافحة الجريمة المعلوماتية، التابعة للمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالجديدة، إثر معلومات دقيقة وفرتها “ديستي”، مكنت من تفكيك شبكة متخصصة في قرصنة حسابات بنكية، وسرقة مبالغ مالية تقدر بالملايين، عبر الولوج الاحتيالي لأنظمة المعالجة الآنية للمعطيات، والمس بسرية وسلامة المعطيات والنظام المعلوماتي لاختلاس الأموال.
وتم تفكيك الشبكة، التي لا يزال بعض أفرادها في حالة فرار، بعدما صدرت في حقهم مذكرة بحث على الصعيد الوطني، عندما تقدم رجل أعمال، يملك شركات بإقليم الجديدة، بشكاية لوكيل الملك بالمدينة، بعد اختفاء 20 مليونا من حسابه البنكي الشخصي.
وبينما تجري الأبحاث لإيقاف مشتبه فيهم آخرين، جرى إيقاف الشابتين بالرباط، بعد تحديد مكانهما بواسطة الآثار الرقمية، كما حجزت الشرطة القضائية، أثناء تدخلها، عدة محجوزات استعملها الجناة في السطو على أموال الضحايا، بعد استغلال المعطيات الشخصية لزبناء بنوك في عدة مدن.
وعلمت الجريدة أن أفراد الشبكة، من الجنسين، كانوا يستحوذون على شرائح اتصالات لشركات ومقاولين، من أجل الولوج إلى الحسابات الشخصية، عن طريق أرقام هواتفهم، وتمكنوا من الحصول على المعلومات الخاصة وحسابات العديد من الضحايا وزبائن البنوك، واستطاعوا، بواسطة هذا الاختراق، الحصول على كافة المعطيات البنكية الشخصية للزبون (الضحية) وضمنها الرقم السري للولوج بسهولة إلى حسابه البنكي والقيام بعملية سحب الأموال.
وأضافت المصادر أن العديد من زبناء بنوك فوجئوا، في وقت سابق، باقتطاعات مهمة من أرصدتهم، وبعد تشكيهم لدى الوكالات التابعة للبنك، تأكدوا أن الأمر يتعلق بشبكة إجرامية تخترق حسابات الزبناء بالتراب المغربي، ما دفعهم إلى وضع شكايات في الموضوع.
وأوضحت المصادر أن مراكز أمنية بعدة مدن، تلقت شكايات مماثلة حول تعرض حسابات بنكية لأصحاب شركات، لاقتطاعات مالية مهمة قدرت بالملايين.
وكشف المصادر ذاتها أن فرقة مكافحة الجريمة المعلوماتية، التابعة للمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالجديدة، فور إيقافها للمتهمتين، وإجراء تفتيش بمسكنيهما، تم استقدامهما إلى الجديدة. وبعد إشعار وكيل الملك، أمر بوضعهما تحت تدابير الحراسة النظرية لفائدة البحث والتقديم وتعميق البحث معهما.
وخلال التحقيق مع المتهمتين، حاولتا إنكار التهم الموجهة إليهما من قبل عناصر الضابطة القضائية، قبل أن تتم مواجهتهما بأدلة تثبت تورطهما ضمن شبكة قرصنة الحسابات البنكية، بعد تحديد زعيم الشبكة وشريكه. كما استمعت العناصر الأمنية، في محضر رسمي، لرجل أعمال تقدم بشكايته.
وبعد إتمام البحث، أحيلتا على النيابة العامة المختصة، فتقرر إيداعهما السجن المحلي بعد متابعتهما بجنح المس بالأنظمة المعالجة للمعطيات والسرقة والمشاركة في ذلك والتزوير، وأحيلتا على غرفة الجنح التلبسية بالمحكمة ذاتها لجلسة اليوم (الاثنين)، لمحاكمتهما، حسب التهم الموجهة إليهما.