أحمد سكاب (الصباح)
قضت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الجديدة، الثلاثاء الماضي، بمؤاخذة تاجر متزوج وأب لطفلين وحكمت عليه ب8 سنوات سجنا نافذا بعد متابعته في حالة اعتقال، من قبل الوكيل العام بجناية التغرير وهتك عرض قاصرات بالعنف.
وجاء إيقافه من قبل عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية بسيدي بنور، إثر شكاية تقدم بها أولياء أربع ضحايا قاصرات، لا يتجاوز عمر كل واحدة عشر سنوات.
وخلال الاستماع للضحايا في محاضر رسمية، أكدن جميعا أنهن تعرضن للتغرير وهتك العرض من قبل المشتكى به، الذي يدير محلا لبيع المواد الغذائية بالحي الذي يقطنانه، حيث تم الاستماع إلى المعنيات بتفصيل من قبل المحققين حول ظروف وملابسات واقعة هتك العرض من لدن التاجر.
وفي تفاصيل الواقعة التي اهتزت لها سيدي بنور، أخيرا، صرحت الضحية الأولى خلال الاستماع اليها أن المشتكى به قبل شهر رمضان قام باستدراجها إلى داخل المحل وبغرفة صغيرة، قبلها وشرع في ملامسة مفاتنها ثم كرر الأمر نفسه مرة ثانية في تاريخ لاحق، كما تم الاستماع إلى والدتها وأصرت على المتابعة نيابة عن ابنتها القاصر، التصريحات نفسها أكدتها باقي الضحايا أمام عناصر الضابطة القضائية، حيث تم استغلالهن بالطريقة نفسها بمحله التجاري بعدما قام باستدراجهن وإدخالهن إلى محله بسيدي بنور.
وتعميقا للبحث استدعت عناصر الشرطة القضائية المشتكى به، وبعد مواجهته بالمنسوب إليه، نفاه جملة وتفصيلا، مؤكدا أنه لم يعرض المشتكيات لهتك العرض ولم يمارس عليهن الجنس بأية طريقة، وأضاف بأن محله التجاري يتوفر على كاميرا مراقبة، وهي المعطيات التي أشعر بها نائب الوكيل العام المداوم باستئنافية الجديدة، الذي أمر بمرافقة المعني إلى محله التجاري وتعميق البحث معه والقيام بكافة المعاينات والتحريات اللازمة.
وتنفيذا للتعليمات السالفة، تم الانتقال رفقة المشتكى به إلى محله التجاري وتم إجراء المعاينات الضرورية ، والاطلاع على تسجيلات كاميرا المراقبة ، حيث تبين أنه بتاريخ الواقعة حضرت إحدى القاصرات وولجت المحل بعفوية وتوارت رفقة المشتكى به خلف رفوف تتوسط المحل، بعيدا عن زاوية التصوير الذي كان يظهر منه سوى الرأس وينحني ويقوم بين الفينة والأخرى بحركات، وبعد مواجهته بالتسجيلات، أكد أن القاصر اعتادت الدخول إلى محله وأخذ ما تريد وأنه خلف الرفوف توجد علب كرطونية بها أوراق لعب الأطفال ، وتعميقا للبحث تم اجراء معاينة متأنية ودقيقة لتسجيلات كاميرا المراقبة خلال 30 يوما، حيث تم الوقوف على مقطعي فيديو وبعد تفريغ محتواهما تبين حضور قاصر للمحل التجاري، حيث يظهر التاجر يحتك بها وتلامس يده مؤخرتها في مناسبتين، وقام في مشهد آخر بإمساكها ومسك نهديها بيده، ثم لامس في مشهد آخر صدرها ورغم مواجهته بتسجيلات الكاميرا، ظل متشبثا بنفي تعريض القاصرات لهتك العرض، قبل أن يتراجع ويصرح أنه اعتاد ممازحة أحد الضحايا التي ظهرت في الفيديو، دون أن تكون لديه نية هتك عرضها.
وبعد إتمام البحث، أحيل التاجر على الوكيل العام، الذي قرر متابعته في حالة اعتقال وإحالته على غرفة الجنايات، لمحاكمته حسب التهم الموجهة إليه.