تفاصيل جريمة قتل هزت منطقة دكالة.. أصيب بمرض نفسي بعد سرقة سيارته فقتل عمه و زوجته و ابنته الرضيعة وشقيقه طلب منه نطق الشهادة قبل ذبحه
الجديدة إكسبريس
عاش دوار العامرية سيدي فارس بتراب جماعة سيدي علي بنحمدوش ضواحي مدينة أزمور بإقليم الجديدة، صباح يوم أمس الأربعاء 9 غشت 2023 الجاري، استنفارا أمنيا كبيرا من طرف عناصر الدرك الملكي بعد إيقاف مختلا عقليا، أقدم على قتل 3 أشخاص من أفراد عائلته، بواسطة سكين من الحجم الكبير، فيما أرسل رابعهم في حالة حرجة إلى المستشفى، ما دفع المتدخلين الأمنيين الحضور بكل سرعة حتى لا يعاد سيناريو 2016، حينما أقدم سفاح دوار القدامرة، بالجماعة القروية سبت سايس، على قتل 10 أشخاص من أفراد عائلته وجيرانه.
مصدر مقرب من عائلة الضحايا، أوضح أن المتهم المسمى “خليد.ك”، البالغ من العمر حوالي 34 سنة، أصبح يعاني مؤخرا، من اضطرابات عقلية إثر تعرض سيارته للسرقة، قبل أن يخضع لعلاج ساهم في تهدئة حالته بشكل مؤقت، مشيرا إلى أنه قد استقبل قبل 24 يوما، مولود أنثى من زوجته شيماء التي تنحدر من جماعة مولاي عبد الله، البالغة من العمر حوالي 25 سنة، قبل أن يقدم على فعلته في الساعات الأولى من صباح يوم أمس الأربعاء، التي يُرجّج أن تكون ناتجة عن دخوله في حالة هستيرية حادة.
وكانت أول بداية له في تصفية من حوله في المنزل، بذبح زوجته من الوريد، وكأنه يذبح خروف العيد، ثم قام بإخرج احشاءها من بطنها دون أدنى شعور، ليعود بسرعة نحو فلذة كبده وكأنها دمية يريد تمزيقها، ليقوم بتقطيعها من بطنها الصغير، وهي الجريمة التي تعود بنا إلى مجزرة القدامرة بسبت سايس سنة 2016، التي تغيرت فصولها هنا بالضبط، وهو ان سفاح القدامرة “عبد العالي”، قتل 10 أشخاص، إلا بناته، بعدما قام بإدخالهم غرفة منزله، حتى لا يشاهدون المجزرة، وقالو بعد ذلك المقربين منه، أنه مختل عقلي، وطلب عبد العالي، قبل فترة وهو في السجن، ان يلتقي ببناته، فكيف لمختل عقلي أن يفكر هكذا.
اليوم “خليد سفاح سيدي علي بنحمدوش”، قتل فلذة كبده بأبشع طريقة، وكأنه لا يريدها تكمل الحياة بدون والديها، وهي التصريحات نفسها التي أكدتها قريبة من العائلة بأعلى صوتها “بغيت نقتل ليه شي واحد من عائلتو كيفما شوانا”، في إشارة إلى أن مسلسل إهدار الدم لم ينتهي بعد، حتى يأخد القضاء حق العائلة المكلومة.
خليد سفاح سيدي علي بنحمدوش، توجه من منزله تاركا زوجته وابنته الرضيعة وسط بركة من الدماء، ليقصد بئر الدوار، حيث كان عمه واقفا هناك، باغثه بضربة قوية على الرأس ليسقط بجانب البئر، فقام بذبحه كذلك، وهو المشهد المروع الذي صادفته أعين سيدة قريبة من الضحية، و سارعت لإنقاذ العم، الذي كان قد فارق الحياة لحظتها، إلا أن دافع الإنسانية وقف أمام السيدة، دون مبالاة للخطر المحدق بها، وأن شخص هائج يحمل سلاح في يده، يقف أمامها، جمعت كل قواها وأمسكت السكين بيدها، و أرادت توقيف سلسلة الجريمة التي استمرت رغم مقاومتها الضعيفة، فكان رابع ضحية للسفاح خليد، الأخ الشقيق، ابن أمه وأبيه، الذي صادف الحادث تواجده بالدوار، وعندما وقف خليد أمام شقيقه الضحية، اسقطه أرضاً و أراد ذبحه، ليطلب منه الضحية تركه حتى ينطق الشهادة، “خليني غير نشاهد ا خويا”، فقام بذبحه في رمشة عين، إلا أن الأقدار الإلهية شاءت ان يبقى الضحية على قيد الحياة، بعد نقله على وجه السرعة صوب المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، حيث أجريت له عملية مستعجلة على مستوى العنق وحالته الصحية الآن مستقرة.
مصادر مطلعة، قالت أن المتهم أراد تسليم نفسه لرجال الدرك الملكي بشكل عادي دون مقاومة تذكر، وسهل على مسؤولي رجال الدرك، الذي يتواجد اغلبهم بموسم مولاي عبد الله أمغار، حيث يشرفون على تأمين أكبر موسم بالمغرب، عملية الايقاف، و مرورها في ظروف ليست كتلك التي مرت بها عملية توقيف سفاح سبت سايس، بعد استعمال المتدخلين الأمنيين مروحيتيْن وطلقات رصاص لإيقاف الجاني الذي عمد إلى قتل الراشدين والعجزة، واحتجاز أطفاله الصغار داخل إحدى الغرف، ما حال دون تمكن رجال الدرك الملكي، في بداية التدخل، من معرفة حجم الجريمة.
وجدير بالذكر أن واقعة “السفاح خليد” أثارت ضجة على المستوى الوطني، نظرا لحصيلة القتلى، وحجم الاستنفار الأمني الذي شهدته المنطقة، والمتابعة التي عرفتها الواقعة من طرف سكّان الدواوير المجاورة، في الوقت الذي طالب متتبعون للقضية بتوقيع أقصى العقوبات على الجاني الذي لم يبُح، إلى حدود الساعة، بأية معطيات دقيقة حول الواقعة، نظرا للحالة غير الطبيعية التي عاشها طيلة اليوم.
ووضعت مصالح الدرك الملكي الموقوف رهن تدابير الحراسة النظرية، بناء على تعليمات النيابة العامة، حيث يجري البحث معه من أجل معرفة الأسباب التي دفعته إلى اقتراف الجريمة، في أفق إحالته، على أنظار النيابة العامة، ومتابعته بحسب المنسوب إليه.
وذكرت إدارة المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، في تصريح لصحيفة “الجديدة إكسبريس”، أن مستودع الأموات استقبل، يوم أمس، جثة الأم وابنتها الرضيعة من بين الضحايا الثلاثة، في انتظار استقبال الجثة المتبقية للضحية العم، التي بقيت بمستودع أموات مستشفى أزمور، مؤكدين أن العاملين بالمرفق الصحي، من أطباء جراحين وممرضين ومسعفين، اتخذوا كل التدابير الضرورية لإسعاف المصابين التي حالتهم الصحية الآن مستقرة.