أحمد سكاب
أحالت فرقة محاربة الجريمة المعلوماتية بالشرطة القضائية بالجديدة على وكيل الملك، أخيرا، ثلاثة أشخاص في حالة اعتقال من بينهم شقيقان، بعد إيقافهم إثر تقدم متزوجة بشكاية تفيد فيها أنها كانت ضحية سرقة استهدفت هاتفها المحمول.
وبعد الاستماع إليها أكدت أنها تتوفر على هاتف ذكي من نوع «سامسونغ إيدج 7» بشريحة اتصال، وتستعمله في تواصلها مع زوجها وعائلتها، كما تضع به صورها وصور أفراد عائلتها.
وأضافت المشتكية أنه بتاريخ 31 مارس الماضي كانت تستعمل هاتفها المذكور بعدما عملت على إخراج يدها من نافذة منزلها بالطابق السفلي بسبب ضعف الإرسال، غير أن أحد الجناة عمد إلى خطفه ولاذ بالفرار إلى وجهة مجهولة، موضحة أن الجاني الذي استولى على هاتفها احتفظ بفيديوهات وصور عائلتها وجميع المعلومات المخزنة به، وعمل بعدها على إنشاء حساب مستعار على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أضافها على الحساب ذاته، وتجاذب أطراف الحديث معها، ليخبرها أنه يتوفر على مقطع فيديو يخصها في وضعية حميمية، مهددا بنشره إن لم تدفع له 10 آلاف درهم.
كما دلت المشتكية المحققين على المحادثات الإلكترونية التي جمعتها به، إذ اطلعها على جميع المعلومات التي تخصها وعائلتها، وطلب منها المعني بالأمر رقم ندائها، حيث سلمته رقم نداء جديدا، ليبقى وسيلة اتصال بينها وبينه.
وأشارت إلى أنها كانت تحتفظ بفيديوهات تخصها وزوجها، وأن الجاني حاول ابتزازها بنشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لقاء تسليمه مبلغا ماليا قدره 10 آلاف درهم، كما أصرت المشتكية على متابعة كل من ثبت تورطه في القضية أمام العدالة.
عقب هذه الشكاية باشرت عناصر الشرطة أبحاثها وتحرياتها، بعد توجيه انتداب لدى شركات الاتصال من أجل تحديد مستعمل الهاتف ووضع رقمه التسلسلي رهن إشارة شركة الاتصال.
وبعد القيام بهذه الإجراءات تم التوصل إلى أن الهاتف استعمل خلال مارس الماضي برقمي نداء مختلفين لشخصين يقطنان بالجديدة بعد تحديد هويتهما، إضافة إلى رقم نداء استعمل خلال ماي الأخير، وأن هذا الأخير غير مسجل لدى شركات الاتصال.
كما توصلت عناصر الشرطة إلى أن هذا الهاتف مرتبط بحساب على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يحمل اسم «ياسين».
واسترسالا في البحث تمكن المحققون من إيقاف قاصر ضبط بحوزته الهاتف المحمول بعد معاينة رقمه التسلسلي، الذي يبقى مطابقا للهاتف موضوع السرقة، وفي سياق البحث تم الانتقال رفقة القاصر الموقوف إلى محل الشخص الذي سلمه الهاتف المسروق، إلا أنه كان مغلقا مقفل.
واطلعت عناصر الشرطة على الهاتف المحجوز، حيث تمت معاينة محادثة تجمع المشتكية والشخص الذي يقوم بابتزازها وتهديدها، وبعد تفحصه تم العثور على مراسلات بها عبارات التهديد والابتزاز، حيث تمت معاينة شريط فيديو خليع يخص المشتكية رفقة زوجها، الذي اعترف بدوره خلال الاستماع إليه أنه قام بتصوير مشاهد لزوجته المذكورة وهو في حالة سكر دون أن يهدف من ورائه نشره.
وبعد تعميق البحث مع المتهم القاصر اعترف بأن أخاه الأكبر هو من قام بابتزاز وتهديد الضحية بعدما عثر على فيديو ومعلومات تخصها وقام بابتزازها مقابل مبالغ مالية.
وبعدها تمكنت عناصر الشرطة في عملية موازية من إيقاف الشخص الذي قام بسرقة الهاتف المحمول بعد اعتراف صاحب محل لبيع الهواتف اقتنى منه الهاتف المسروق.
وبعد الاستماع إلى جميع المتهمين والضحية تمت إحالة الأخوين الشقيقين، حيث تمت متابعة المتهم الرئيسي (أ.ح) في حالة اعتقال ومتابعته بتهمة التهديد والابتزاز، فيما توبع أخوه القاصر في حالة سراح بعد أدائه كفالة مالية ومتابعته بتهمة المشاركة في التهديد والابتزاز وإهانة الضابطة القضائية، فيما توبع المتهم الثالث في حالة اعتقال بتهمة السرقة، وأحيلوا على الغرفة الجنحية بابتدائية الجديدة التي قررت تأجيل النظر في الملف.