الجديدة اكسبريس
تعيش أسواق جهة الدار البيضاء سطات على وقع حركية عيد الأضحى المبارك 1439، التي تعد أكبر مناسبة للترويج الفلاحي بعد موسم متميز بكل المقاييس، إلا أن فرحة المتوسقين والبائعين (الفلاحين/الكسابة) على حد سواء تفسدها اضطرابات أسعار السوق التي وإن حاولت كل الجهات ضبطها، تبقى رهينة ما يسمون بـ«الشناقة» الذين يفسدون عمليات البيع والشراء، ناهيك عن حالات السرقة التي تواكب سيرورة الأسواق بالجهة.
وتعرف أسواق جهة البيضاء – سطات مفارقات غريبة، إذ لكل إقليم أو مدينة من مدن الجهة طقوسها الخاصة، وأساليب احتيالية لبعض سماسرة العيد «الشناقة»، للإيقاع بضحاياهم من المتسوقين، رغم التعليمات الصارمة التي أصدرها عبد الكبير زاهود، والي الجهة، وضمنها في مراسلة إلى كافة عمال المقاطعات، تطالب بضرورة إقامة أسواق نموذجية لبيع الأغنام، لم تمنع من حماية المستهلكين من سطوة المضاربين، «الشناقة»، الذين ألهبوا الأسعار في جل أسواق الجهة.
و رغم وفرة العرض حسب أرقام وزارة الفلاحة، إلى أن المضاربين و«الشناقة» يقومون بإخفاء الكميات التي اشتروها من الأغنام من السوق، متحينين الفرصة المناسبة لبيعها مرة ثانية، بعد أن يتناهى إلى علمهم الطلب المتزايد على شراء الأضحية، في جل أسواق الجهة، ليقوموا بعمليات تنقيل جماعية وواسعة لهذه لأغنام من سوق إلى آخر، طمعا في مضاعفة أرباحهم، متسببين في ارتفاع مهول للأسعار التي يكتوي بنارها المواطنين في ظل صمت السلطات، وفي غياب مراقبة تتبع عمليات البيع والشراء من طرف مديرية التجارة الداخلية.
وأصدرت وزارة الداخلية تعليمات إلى مختلف مصالحها بالعمالات والأقاليم للتعامل بصرامة مع مسألة كراء المحلات لبيع الأضاحي وسط الأحياء، بعد تلقيها شكايات عدة تتعلق بارتفاع الأسعار بسبب الإنتشار اللافت لظاهرة «الشناقة» في الأسواق.
وأوضحت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أنها اعتمدت فيما يخص تقييم العرض والطلب في أسواق الأغنام على معطيين اثنين، أولهما الإحصائيات المحينة من طرفها حول رؤوس قطيع الأغنام والماعز، وذبائح الأغنام والماعز (الإناث والذكور) المسجلة في مجازر المراقبة، ثم المعايير التقنية (نسبة الولادات، نسبة الوفيات)، التي تم تسجيلها في مختلف المناطق. وقالت إن العرض المرتقب من الأغنام والماعز لعيد الأضحى 2018 بلغ ما يقارب 8.1 مليون رأس، بما يفوق نسبة 48 في المائة من الطلب المتوقع في 5.45 مليون رأس. موضحة أن هذا العدد البالغ 8.1 مليون رأس موزعة إلى العرض المرتقب بــ 4.6 مليون رأس من ذكور الأغنام، و1.38 مليون رأس من إناث الأغنام، و2.1 مليون رأس من الماعز.